- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
في لغة تبدو في ظاهرها تسجيلية ومقتصدة تكتب إلين شانيلز المربية الإنجليزية للأميرة الصغيرة زينب ابنة الخديو إسماعيل مذكراتها عن فترة خمس سنوات قضتها في الحرملك تُعلم وتُصاحب الأميرة الصغيرة، وقد بدأت رحلتها وحكاياتها أو قل إن شئت تدويناتها ويومياتها منذ العام 1871 وحتى مغادرتها مصر في خريف عام 1876، حاملة الكثير من الذكريات ومقدمة وصفا مهما عن طبيعة الحياة في الحرملك وما يصاحب ذلك من تسجيل دقيق للعادات والسلوكيات إضافة إلى بعض من ملاحظاتها الشخصية، هى تتعمد كثيرا إخفاء مشاعرها وتفاصيل حياتها الشخصية وتقدم بتحفظ جم بعض الملاحظات عن الشخصيات التي تحيط بها لكن أهم ما يحتويه هذا الكتاب هو تقاريرها عن أوجه الحياة في الحرملك وشخصياته وبعض مجريات ذلك الزمان.
الكتاب صادر عن المركز القومي للترجمة هذا العام بعنوان "ذكريات أميرة مصرية بقلم مربيتها الإنجليزية" وهو ووفق محتواه بمثابة مذكرات المربية عن الأميرة وثقافة الحرملك والحياة المصرية في تلك الفترة، وقام بترجمته كل من مي موافى ومحمد عزب في دقة وإحاطة عبرت عنهما الهوامش المضيفة.
تذكر المربية في الاستهلال طرفة مدهشة وصادقة معا توضح أن سبب نشر تلك المذكرات هو أنها حين غادرت مصر عام 1876 كانت السندات التي استثمرت فيها كل مدخراتها من العمل قد تدنت قيمتها"، وتضيف مؤكدة على المعنى:"ومن ثم فقد نصحني بعض أصدقائي الإنجليز والمصريين بشدة أن أنشر مذكراتي"، وتذكر في خاتمة الاستهلال معنى لم يغب قط عن محتوى الكتاب البالغ 335 صفحة وهو "لا يوجد من قد يشعر بالاستياء من نشر هذا الكتاب، فضلا عن أني لم أسئ إلى أي شخص قط" فقد أوردت ما انتقته من وقائع جرت أمامها ولم تعلق إلا في القليل وإن كان اختيارها دالا ومانحا لتعليقات كثيرا ما تركتها لمن يقرأ.
هى تصف الحرملك وأثره في تربية الأطفال قائلة:"يؤثر الحرملك وكل ما يحيط به بشكل سلبي على تنشئة الأطفال ذهنيا وبدنيا" وهى في هذه الجملة تقدم تبريرا وتثمينا عاليا لعملها ووظيفتها ووصف لدورها بأنه بناء المنظومة التربوية العصرية الغربية لدى الأسر الشرقية الثرية والتي تضطلع هى وقريناتها في مجال العمل لديهم كمربيات في ذلك الوقت.
وتصف حي شبرا وطرقه بشكل آخاذ "تم توطيدنا جميعا في منزل خلاب في شارع شبرا الأنيق الذي يُعد وجهة مركبات التنزه في القاهرة وتصطف أشجار السنط والجميز على جانبي هذا الطريق البديع لمسافة ثلاثة أو أربعة أميال".
كما تصف رحلتها إلى الصعيد على متن السفينة كمربية بصحبة الأمراء الصغار إبراهيم وزينب وبعض زملائهما إضافة إلى كل هيئة التدريس المنوط بهم تعليمهما "شاهدت منظرا عجيبا ذات صباح.. باخرة كبيرة قادمة نحو الشمال تجر خمسة زوارق مسطحة وذهبيتين كلها مكتظة بعمال السخرة من الرجال الذين تم جلبهم من الصعيد ليعملوا في استكمال مد خطوط السكك الحديدية التي ينشئها الخديو هناك "ولتضيف ومن دون تعليق "ولا بد أن هناك الآلاف منهم"
وفى وصف لقصر رأته من السفينة في رحلتها عبر نهر النيل تؤكد على حالة التمييز لصالح الابن الذكر "يجب ألا نغفل هنا أنى أتحدث عن قصر شُيد للأمير وليس للأميرة ".
ثم تمضي في وصف حالة نساء الحرملك وبشره "لقد حالت الجدران العالية بين هؤلاء الذين جنبتهم مكانتهم العمل اليدوي فبقوا هناك في الحرملك لا يفعلون شيئا سوى الأكل والشرب والنوم يا لها من حياة مضجرة... يحكم على آلاف الكائنات التي خلقها الرب بالعزلة طوال حياتهم والحط من قدراتهم العقلية ".
ومستدركة بحكم وظيفتها "وأحسب أن الخديو إسماعيل ومن باب الإنصاف للرجل كان راغبا في تحرير النساء وأدرك أن التعليم يجب أن يسبق الحرية وإلا أصبحت رخصة ولذلك أسس جنابه مدارس البنات"، وتضع يدها هنا على بعد مهم في مجال اقتصاديات التعليم وبناء وتخطيط موارده "العيب الوحيد في هذه المدارس أنها بنيت بأريحية كبيرة وسخاء واسع المدى ما يحد من تضاعف أعدادها وفقا للاحتياجات".
ومن أبدع وأهم ما جاء في الكتاب وفى مجال وصف القاهرة أنه ورغم ملاحظاتها المتعددة تقول المربية الإنجليزية بحسم جميل "مهما تكن المتاعب التي تشوب الحياة في القاهرة إلا أن هناك شيئا جديرا بالتقدير والإعجاب وهو الأمن حيث يأمن المرء على نفسه وممتلكاته".
يمتد الكتاب مدهشا وفى لغة سائغة ليصف ليالى رمضان في الحرملك وأيضا مظاهر وطقوس العيدين، ويقدم عبر تتال ممتع لوحات متعددة إنسانية وشخصية وتاريخية للحياة والناس كما رأتها وعايشتها تلك المربية الإنجليزية في ذلك الزمن البعيد.
إعلان