إعلان

في عهد ترمب.. الدبلوماسية الشعبية المصرية لم تعد خيارًا

عمر النجار

في عهد ترمب.. الدبلوماسية الشعبية المصرية لم تعد خيارًا

عمر النجار
07:00 م الثلاثاء 08 أبريل 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا أميلُ للتقليل من دور ما يُعرف بمصطلح «الدبلوماسية الشعبية» إذا أحسن اختيار من يُمثلها في أي دولة من دول العالم، لِكون هذه الدبلوماسية إحدى أشكال الدبلوماسيات الحديثة.

ومِثل هذه الدبلوماسية أصبحت عدسة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول تنظر من خلالها لِمن يُمثل هذه الدبلوماسية الشعبية، لِأنَّ هذه الدبلوماسية تبلورت كـ حقل أكاديمي في أمريكا منذ زمن طويل. إلى أنْ أصبحت الدبلوماسية الشعبية أداة تستخدمها الكثير من دول العالم لمخاطبة مراكز ودوائر صناعة القرار بالتعاون مع وزارات الخارجية وتحديدًا منذ مطلع التسعينيات.

وعلى إثر ذلك، لا يُمكن وضع زيارة وفد «النخبة المِصرية» إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلاَّ في إطار التأكيد على أنَّ جميع مُقابلاتهم مع المسئولين الأمريكيين ودوائر صناعة القرار ومراكز الأبحاث والإعلام بشأن تفنيدهم لمخاطر تهجير الفلسطينيين كانت تصب في صالح دعم وتأييد الموقف المصري الرسمي الرافض لتصفية القضية الفلسطينية من مضمونها.

صحيح أنَّ مِثل هذه الزيارة- التي لمْ يُعلن عنها بالشكل الكافي في وسائل الإعلام- إلا أنها كانت مُعبرة عن مَوقف الدولة المِصرية الرافض للتهجير وكذلك مُعبرة عن موقف الشعب المِصري بأكمله الرافض لمخطط التهجير، لأنَّ من يُمثل هذا الوفد المصري شخصيات مُستقلة لها ثِقل فكري ومَعرفي وسياسي حقيقي.

رَبحت الدولة المِصرية في هذه الزيارة- وفقَ تقدير لمْ يُعلن عنه رسميًا، لأنَّ من كان في طليعة هذا الوفد المصري الأستاذ الدكتور حسام بدراوي المفكر السياسي والوزير السابق والسياسي البارز عمرو موسى والمفكر السياسي والاقتصادي منير فخري عبدالنور والدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية والاقتصادي عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصري- الأمريكي ورجل السياحة المعروف، عمرو بدر.

جعبة هذا الوفد المِصري كانت مشحونة بِما عبَّر عنه الشعب والنقابات والجامعات والمجتمع المدني علاوة على موقف الدولة الرسمي في رفضهم لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية من مضمونها.

لم تقتصر زيارة الوفد المصري على مقابلة مسئولين من إدارة الرئيس دونالد ترمب وأعضاء من الكونجرس بل شملت أيضًا مراكز الأبحاث مثل «هيدسون» و«هيرتيدج» و«أمريكا أولاً» و«الشرق الأوسط» وهيئة تحرير صحيفة «واشنطن بوست»، فضلاً عن القادة السياسيين والكتاب الأمريكيين.

وما تمَّ التأكيد عليه خلال الزيارة، هُو أنَّ مخطط التهجير سيكون له آثار سلبية بل وخطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها وأنه بدون أفق سياسي للفلسطينيين لا يُمكن التقدم في عملية السلام أو تحقيق الاستقرار.

بدون شك، دخلت الدبلوماسية الشعبية المصرية منعطفاً جديدًا مع إدارة الرئيس، دونالد ترمب، الجديدة وقراراته السريعة والتطورات السياسية والاقتصادية المصاحبة لها.. لِكون الآمال ستبدو مُعلقة على هذه الدبلوماسية الشعبية- إذا أحسن اختيار من يُمثلها من قيادات فكر وسياسة- كممر إلى مُشاركة الحكومة ووزارة الخارجية في دعم ومساندة الموقف المصري الرسمي الرافض لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية من مضمونها.

ومؤخرًا، باتت وقائع الأيام تُثبت أنَّ تطوير الدبلوماسية الشعبية من النخب الحقيقية يَهدف إلى زيادة القوة الناعمة للدول بشكل عام، والتي أصبحت السفارات تعتمد عليها في تلقي المعلومات سواء من أحاديثهم التلفزيونية أو كتاباتهم الصحافية أو من خلال دعواتهم إلى مقر السفارات أثناء الفعاليات أو الاحتفالات الرسمية.

حفظَ اللهُ مِصرَ وَشعبها ومُؤسساتها.

إعلان

إعلان