إعلان

نتنياهو وزوجته سارة.. اتهامات بتلقي الرشاوي وفق «ملفات بيبي».. (1/2)

د. أمــل الجمل

نتنياهو وزوجته سارة.. اتهامات بتلقي الرشاوي وفق «ملفات بيبي».. (1/2)

د. أمل الجمل
07:00 م الإثنين 07 أبريل 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

«إنهم يعرفون كيف يسرقون ما لا يمكنهم امتلاكه.. الدولة لم تكن مستعدة لتحمل التكاليف لذا لجأوا إلى تزوير الفواتير، كانت تفعل دائما ما تشاء وكان يتم الموافقة على ميزانيتها دائما.»

«كنت أستحق الدعم في هذا الأمر، لا يمكنني الاستمرار في تقديم العطاء فقط طوال الوقت.. بالمناسبة، هل يمكنك إزالة كلمة «رشوة»؟ فإذا انتشر هذا الخبر سينتهي أمري؟».

الكلمات الأولى منسوبة إلى ميني نفتالي مدير منزل بنيامين نتنياهو، بينما الأخيرة منسوبة لأحد أباطرة الإنتاج في هوليوود أرنون ميلشان، كجزء من اعترافاته للمحققين الإسرائيليين أثناء التحقيق معه - ضمن آخرين من كبار الأثرياء في الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو ومنها «خيانة الأمانة» - وذلك على مدار ما يزيد عن ثلاثة أعوام من منذ ٢٠١٦ وحتى ٢٠١٨. وذلك ضمن أحداث الفيلم الوثائقي «ملفات بيبي».

خلفية الصراع بين رونين بار وبيبي

بدأت محاكمة نتنياهو عام ٢٠١٩ فجاءت كورونا وعطلتها بعض الشيء وكانت المحكمة على وشك إصدار حكم بالإدانة. وظل نتنياهو يتفنن في تحدي القانون، الأمر الذي نجم عنه اندلاع المظاهرات التي شملت الكبير والصغير من الإسرائيليين. ثم، جاءت ثغرة السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ التي أشرنا إلينا في الحلقة السابقة.

مؤخراً ظهر رئيس الشاباك الإسرائيلي رونين بار ليشي في بيانه الأخير بتأكيد الشكوك والتساؤلات التي طرحناها في مقالنا السابق، من حيث كون بنيامين نتنياهو كان يعلم بما تدبره حماس لكنه صمت حتى تندلع الحرب، فيمتلك ذريعة ليُوقف إجراءات محاكمته، وبالتالي عدم الزج به خلف قضبان السجن. فالتحقيق الداخلي الذي أجراه رونين بار أثارت نتائجه توتراً بينه وبين بيبي، وتصاعدت حدة الأزمة بعدما طلب منه نتنياهو محاولة تأجيل محاكمته قائلاً: «طلب مني رئيس الوزراء - مرارا - الإدلاء برأي أمني يقول إن الظروف الأمنية لا تتيح انعقادا مستمرا لجلسات محاكمته جنائيا.»

إذاً، التغطية على الفساد هو الذي يحرك نتنياهو، لذلك طالب بإقالة بار، وحتى مستشارة الحكومة نفسها - التي من المفترض أن دورها داعم لرئيس الوزراء وحكومته، وقفت في صف رونين بار، وقالت إن وراء قرار نتنياهو تضارب مصالح، مؤكدة أن «إقاله بار ستحول منصب رئيس الشباك - المخابرات العامة الداخلية - إلى خادم ولاء». وبالطبع هذا ما يسعى إليه نتنياهو لحماية نفسه من السجن.

«قطر جيت» وتوجيه الأنظار عن الجوهر

تلاعب إعلامي، وتوجيه أنظار مقصود يحدث في الوقت الراهن، أعتقد أن وراءه نتنياهو نفسه، فبدلاً من إعادة تفجير قضية مطالبته لقطر بدعم حماس مادياً، بوثائق مكتوبة، وعوضاً عن محاكمته بشأن تورطه في تغذية حماس وتوفير الدعم المادي لشراء السلاح الذي استخدمته في السابع من أكتوبر، بموافقته على نقل ملايين الدولارات لها، فإنه ينفخ بالونا آخرا.

إنه يُلهي الإعلام والناس بقضية مزيفة، أو أقل أهمية، ليُبعد الأنظار عن حقيقة ما حدث في غزة وحرب الإبادة التي لاتزال تُمارس حاليا تجاه أبناء وبنات الشعب الأعزل، والتي بمقتضاها يحاول بيبي وحليفه ترامب مد شبكتهما التوسعية في اتجاه مصر ودول عربية أخرى.

إن كل ما يثيره الإعلام حالياً من تسليط الأضواء على قضية «قطر جيت» باعتبارها قضية فساد يتورط فيها اثنان من مستشارين نتنياهو، والتي تخص الدعاية التي أرادتها قطر أثناء كأس العالم أو حتى تجميل صورتها كوسيط في المفاوضات الجارية، لكن في تقديري الشخصي أن الهدف الحقيقي منها أساساً سحب الأنظار بعيداً عن العلاقة الوثيقة بين مخططات نتنياهو ودعمه لحماس لبث الفوضى وتفجير الحرب علي غزة للإفلات من المحاكمة.

عودة للرشوة والفساد

- «كم مرة تُحقق مع أشخاص لتلقيهم هدايا من أصدقائهم؟»

- المحقق يرد في يأس على صراخ وغضب زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو: هل سنٌعيد النقاش حول ذلك الموضوع؟ ظننت أننا انتهينا منه؟

سارة: لا.. لن نُنهي ذلك الموضوع أبدا؟

المحقق: نحن قد أنهينا ذلك الموضوع هنا.

سارة: هذا بسبب الإعلام والدولة القمعية. هناك جرائم لم تُحلل وأنتم منشغلون بالحديث عن زجاجات شمبانيا.. هناك جرائم وأحداث مروعه تحدث هنا.. لدينا هجمات إرهابية وأنتم منشغلون بهذا الهراء؟ إن تحقيقاتكم تهدف بوضوح إلى إسقاط رئيس الوزراء.. بالتعاون مع شركائكم

المحقق: مجرد أكاذيب.

ما سبق بضع لقطات مسربة من التحقيقات التي أٌجريت مع نتنياهو وعائلته والتي نُسجت بحرفية عالية ضمن فيلم «ملفات بيبي»، بينما يكشف ميني نفتالي نقاط جوهرية في شهادته المُصورة خصيصاً للفيلم الذي أخرجته ألكس بلوم والتي حصدت أربعة جوائز دولية، ورشحت لتسع جوائز أخرى من بينها ثلاث جوائز برايم تايم إيمي. وهو الفيلم الذي يُوثق لكثير من فساد بنيامين نتنياهو ومحاولاته المستميته لقمع الأصوات الصحفية الحرة التي تسعى لكشف فساده، بالحجة والدليل.

إعلان

إعلان