إعلان

ترامب والفيروس: تمثيلية ولّا...؟!

محمد حسن الألفي

ترامب والفيروس: تمثيلية ولّا...؟!

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هذا هو القول الشائع. هذا ما يردده الأمريكيون من غير أنصاره، وتردده وسائل إعلام أمريكية، بل هو أيضا قول يردده المصريون ساخرين، قاطعين بأن الرجل لعب دورا غير مسبوق في تمثيل الرئيس المريض، ثم الرئيس القوي.

يوم الخميس الماضي، اهتزت البورصات والدول، حليفة وعدوة، بمجرد تسرب أنباء عن تعرض رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم للإصابة بفيروس، طالما استهتر به، وسخر منه ودعا الأمريكيين إلى مزاولة حياتهم، وسحقا، وتبا للكورونا.

يوم الجمعة نقلوه للمركز الطبي العسكري (والتر ريد) بولاية ميريلاند القريبة جدا من العاصمة واشنطن.

ومع يوم السبت، بدأنا نعرف أن اقوى رجل في العالم تعرض لانخفاض في الأوكسجين، ولارتفاع في درجة الحرارة. هبوط الأوكسجين معناه ضيق في التنفس. لم يضعه الأطباء على التنفس الصناعي، بل على قناع أوكسجين. تحسنت مستويات الأوكسجين، ثم هبطت ثانية، ثم عالجوه بالرمدسيفير . الدواء الأخير يعطى للحالات المتوسطة والمتأخرة . بسبب تعاطى هذا الدواء تضاربت تصريحات مسئول كبير في البيت الأبيض مع تصريحات الفريق الطبي المباشر لعلاج ترامب بالمستشفى .

مسئول البيت الأبيض كان يسرب الأخبار للوول ستريت وسي إن إن، واستطاع ترامب أن يعرف هويته !

السي إن إن والوول ستريت كلاهما يبغض ترامب، شأن معظم الإعلام الأمريكي، وبعضهم كانت تغطيته حافلة بالشماتة وإشارات بتمني الموت لترامب المزعج !

يوم الأحد المنقضي، فاجأ ترامب العالم بنزهة في سيارته، خرج يحيي أنصاره ومؤيديه في الشوارع المحيطة ويعدهم بمفاجأة. كان مخالطوه داخل السيارة المصفحة أيضا مصفحين بدروع طبية عازلة خشية العدوى، خصوصا أن السيارة مغلقة النوافذ تماما.

ظن العالم أنه خرج إلى البيت الأبيض. باغتهم بالعودة إلى المستشفى، وبدأ فريقه الطبي يتحدث عن خروجه الاثنين، أمس.

بالفعل خرج. وغرد أنه يشعر بمعجزة، وأن الأدوية الأمريكية معجزة، وأنه أصغر بعشرين سنة مما كان عليه!

وصعد السلالم في رشاقة وثبات ودون نهجان، وشد البدلة علي بدنه، واتخذ هيئة الرئيس الممشوق، لالتقاط الصور، ثم أتى حركة فتحت عليه نيران الخصوم: نزع الكمامة.

وطبيعي أنه سينزع الكمامة، لأنه على مسافة بعيدة جدا من المصورين، وهو في مكان مرتفع، الشرفة. ولأن ما جرى ربما لم يكن حقيقيا.

المرض والإصابة؟ نعم هذا ما يقوله الجميع. أراد التعاطف والمؤازرة، واكتساب الثقة لمواجهة بايدن في الجولة الثانية يوم الخامس عشر من أكتوبر الحالي.

حين تتفرس ملامح الرئيس العائد من براثن الفيروس، ومن علاج بالكورتيزون، والرمدسيفير، فإنك لا تصدق أن هذه ملامح رجل مريض، بل عائد لتوه من جلسات تاننج في شرم الشيخ.

صحة وعافية وأكاذيب وأنصاف حقائق ولعبة سياسية وأوراق مختلطة، والجائزة كبرى بحق، فهي السلطة الأعظم والألذ في الكوكب.

البيت الأبيض والرئيس البرتقالي. وأياما كانت الحقيقة، وسوف تتكشف لا محالة، فإن إصرار ترامب على أن أدوية امريكية قاهرة جديدة ستطرح قريبا، وأن اللقاح قادم وشيكا، يبقى هو الجدوى الوحيدة مما جرى، حقا او تمثيلا.

شخصيا، أرى ما جرى ترويجا للعقار الأمريكي وللمرشح المتعثر معًا.

إعلان

إعلان

إعلان