إعلان

حقيقة لا ينفيها سعي الإثنين

سليمان جودة

حقيقة لا ينفيها سعي الإثنين

07:00 م الأحد 13 أبريل 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن مخابرات بلاده رصدت وجود ١٥٥ جندياً صينياً يقاتلون على الجبهة الروسية ضد أوكرانيا.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتكلم فيها الرئيس الأوكراني في هذا الموضوع، فقبل أن تنقل عنه الوكالة ما قاله بشأن هؤلاء الجنود يوم ١٠ من هذا الشهر، كان قد قال أن الجيش الأوكراني أوقع جنديين صينيين في الأسر، وأنهما كانا يقاتلان على الجبهة الروسية الأوكرانية، وأن بياناتهما الشخصية هي التي كشفت عن أنهما صينيان، وأن لدى السلطات في العاصمة الأوكرانية كييف المزيد من المعلومات والبيانات التي تقول أن الأسيرين صينيان بالفعل.

وقد أضاف الرئيس زيلينسكي ما يضيء القضية أكثر فقال إن المخابرات الأوكرانية رصدت جهوداً روسية لاستقطاب الصينيين للقتال على الجبهة، وإن ذلك يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإن الجنود الصينيين الذين تم رصدهم يقاتلون مع الروس تم تجنيدهم بهذه الطريقة في الغالب، وإن مخابرات بلاده تجمع المزيد من المعلومات في هذه القضية.

وقال زيلينسكي أيضاً إنه ليس متأكداً بعد مما إذا كانت السلطات في بكين تشجع الصينيين على مثل هذا الأمر، وما إذا كانت على علم بذلك أم لا؟

وإلى أن يتأكد ما ليس مؤكداً لديه، سوف تظل الحرب الروسية الأوكرانية أوسع من أن تكون بين روسيا وأوكرانيا وحدهما، فهي ليست بين الدولتين وفقط كما عاش كثيرون يتصورونها منذ أن اشتعلت في الرابع والعشرين من فبراير ٢٠٢٢ .

إن الصين لا تخفي تعاطفها أو ميلها الى جانب الروس، ولكنها تحرص في أثناء التعاطف والميل معاً على ألا يظهر ذلك في العلن، وتحرص أيضاً على ألا يكتسب تعاطفها أو ميلها الصفة الرسمية، وتحرص كذلك على أن يبقى أي تعاطف بعيداً عن هذا كله، وأن تبدو هي أمام العالم في صورة الطرف الذي يرغب في إنهاء الحرب بأي طريقة .

والأمر نفسه يمكن أن يقال عن كوريا الشمالية، ولكنها أكثر تحرراً مما تلتزم به الصين أو تُلزم بها نفسها، فالكوريون الشماليون لا مشكلة عندهم في أن يقال عنهم أنهم يقفون مع الروس، أو أن تظهر دلائل على ذلك .

ويمكن أن توضع ايران الى جانب الصين وكوريا الشمالية ، ولا بد أننا نذكر أن روسيا استخدمت طائرات مُسيرة ايرانية كثيرة في الهجوم على مواقع أوكرانية ، وكان ذلك معلناً على الناس ولم يكن يجري في السر .

وهكذا يمكن القول إن هذه الحرب حرب عالمية إلا قليلاً، لأنها تدور منذ مرحلة مبكرة فيها بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران من جانب، وبين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلفائهما من جانب آخر .

ولا ينفي ذلك أن يسعى الرئيس ترمب الى وقفها ، فهو يفعل ذلك لأهداف تعود على بلاده ، تماماً كما كان بايدن يشعل نارها لأهداف تعود على بلاده أيضاً ! .. فما يختلف به ترمب عن بايدن هو الوسيلة لا الهدف .

إعلان

إعلان