إعلان

حصيلة المائة يوم

سليمان جودة

حصيلة المائة يوم

سليمان جودة
07:00 م الأحد 04 مايو 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عندما بدأ هذا الشهر كانت بدايته إشارة الى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أتم في البيت الأبيض مائة يوم كاملة.

وقد كانت هذه فرصة لأن تنشط وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي في تقييم المائة يوم، وما إذا كانت مائة يوم جيدة حقاً، أم أنها كانت وبالاً على العالم وربما على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أيضاً؟.. وقد أجمعت صحف كثيرة حول العالم على أن هذه الفترة التي قضاها سيد البيت الأبيض في مكتبه البيضاوي كانت مائة يوم من الفوضى!

ولكن صحيفة واشنطون بوست أخذت زاوية مختلفة فقالت إن الناخب الأمريكي أعطى ترمب فرصة ثانية لكنه بددها.

وبالطبع، فإن الذين سيطالعون ما قالته هذه الصحيفة بالذات سيذكرون أنها ليست أي صحيفة بين بقية الصحف الأمريكية، لا لشيء، إلا لأنها الصحيفة التي أسقطت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وأخرجته من البيت الأبيض مستقيلاً في عام ١٩٧٤، ولكن هذه قصة أخرى طويلة ليس مكانها هنا.. إنما القصة هي قصة الناخب الأمريكي الذي منح المرشح ترمب فرصة ثانية ليدخل البيت الأبيض، فإذا به يبددها ولا يعبأ بثقة الناخب فيه .

ولا شيء يدل على أن كلام الواشنطون بوست في محله تماماً أكثر مما تدل عليه استطلاعات الرأي التي جرت في بلاد العم سام مؤخراً.. الاستطلاعات تقول إن شعبية ترمب انخفضت إلى ٣٩٪؜ ، وإن هذه النسبة هي الأقل قياساً على جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين خلال المائة يوم الأولى لكل واحد فيهم .

إنه كلام استطلاعات رأي دقيق كما ترى، وليس كلاماً يُطلقه أصحابه فيض الخاطر، ولا هو نوع من الإنشاء الذي لا يستند إلى دليل.

علينا أن نلاحظ هنا أننا نتكلم عن رأي الناخب الأمريكي الذي هو رغم كل شيء، يظل الأقل تضرراً من السياسات التي يتبعها رئيس بلاده.. فما بالنا لو أن استطلاعاً جرى خارج الولايات المتحدة عن شعبية الرجل الذي يتصرف منذ دخل مكتبه متحللاً من أي إحساس بأي مسئولية؟

يكفي أن يكون قد وعد بوقف المقتلة التي تمارسها إسرائيل في حق الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة معاً، فإذا به يفرج عن صفقة قنابل ثقيلة كانت إدارة بايدن قد أوقفتها عن تل أبيب، وإذا به يرفع عقوبات كانت الإدارة نفسها قد فرضتها على مستوطنين يعربدون كل يوم في الضفة!

ما أتعس العالم الذي يكون رجل كهذا على رأس الدولة الأقوى فيه، وما أتعسه أكثر عندما يكون الرجل مصمماً على عدم التقيد بأخلاق، ولا بمبادئ، ولا دين! .. ولكن الواضح بناء على استطلاع الرأي المشار إليه، أن الولايات المتحدة تتململ مما يمضي فيه ترمب من سياسات فوضوية، فهي سياسات إذا احتملها العالم، فالغالب أن أمريكا سوف لا تحتمل.

إعلان

إعلان