بلينكن يزور مولدافيا لدعم تطلعاتها الغربية في مواجهة روسيا
كيشيناو - (أ ف ب)
يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الى مولدافيا الأربعاء لتقديم دعم قوي للتطلعات الغربية للدولة الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وسط قلق غربي بشأن التقدم الروسي في المنطقة.
وقال جيم أوبراين مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا إن بلينكن سيعلن عن "حزمة دعم متينة" لمولدافيا.
وأضاف أن المساعدات ستركز جزئيا على الطاقة. وكانت مولدافيا حتى الآن تستورد حاجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا لكنها كانت تسعى إلى التنويع والى تعزيز الديمقراطية ومكافحة التضليل الإعلامي قبل انتخابات حاسمة في اكتوبر في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
كانت مولدافيا لفترة طويلة تدور في فلك الكرملين لكنها بدأت تحولا نحو الغرب في ظل الرئيسة الحالية مايا ساندو التي انتخبت في 2020 والمرشحة لولاية ثانية.
تتهم رئيسة البلاد بانتظام موسكو بالسعي الى زعزعة استقرار بلادها عبر هجمات هجينة لا سيما مع اقتراب انتخابات 20 اكتوبر.
سينظم استفتاء حول الانضمام الى الاتحاد الأوروبي في الوقت نفسه بعدما أعطت الدول الاعضاء ال27 موافقتها على فتح مفاوضات مع هذه الدولة التي تعد 2,6 مليون نسمة وتُعد بين أفقر دول أوروبا.
ووصف أوبراين أداء ساندو بأنه "ناجح" لكنه قال إنها "استُهدفت بحملة تضليل روسية وعمليات عدوانية" منذ لحظة توليها منصبها.
وأعلن أوبراين للصحافيين انه "من الواضح أن شعب مولدافيا سيكون لديه فرصة لاتخاذ القرار. نريده أن يقرر في مناخ حر ونزيه مع أقل قدر ممكن من التدخل أو التضليل".
وتتمركز القوات الروسية منذ عقود في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدافيا حيث تزايدت التكهنات في وقت سابق من العام الحالي بأن موسكو ستحاول ضمها بشكل مباشر.
"عودة الى جدول الأعمال"
ووصف وزير خارجية مولدافيا ميهاي بوبسوي الاثنين زيارة بلينكن بأنها "إشارة قوية على الدعم السياسي والمالي" للبلاد.
وأضاف "بينما يبذل البعض كل ما في وسعهم لوضعنا في مواقف صعبة يأتي آخرون ويساعدوننا ويمدون لنا يد العون للتغلب على هذه الصعوبات التي يسببها الآخرون لنا، ونحن ممتنون لذلك" في إشارة إلى روسيا.
وقال أندريه كورارارو الخبير الأمني والمؤسس المشارك لمؤسسة "ووتش دوغ. ام دي" البحثية ومقرها مولدافيا إن زيارة بلينكن عام 2022 جاءت في وقت من "التأهب الشديد" والغموض.
وأعلن أن الزيارة الأخيرة قد ترسي ركائز اتفاقية أمنية ثنائية رسمية مع الولايات المتحدة من النوع الذي توصلت إليه مولدافيا مع فرنسا.
وقال "إن زيارة بهذا المستوى تظهر أيضا أن جمهورية مولدافيا عادت إلى جدول الأعمال الأمريكي". وأضاف "يتعلق الأمر بالمخاطر والتهديدات المحتملة على الأمن القومي".
وتأتي زيارة بلينكن بعد أسبوع من توقيع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية أمنية ودفاعية مع مولدافيا تهدف أيضا إلى مساعدة البلاد في التصدي للتهديدات الروسية بما في ذلك الأمن السيبراني.
ويقول مسؤولون اميركيون إنهم لم يعودوا يرون تهديدا وشيكا من روسيا التي تنشر نحو 1500 جندي في ترانسنيستريا لكنهم لا يريدون المجازفة، فيما شنت روسيا هجوما على منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا قبل أسبوعين سعيا لتعزيز تفوقها قبل أن تصل الأسلحة الأمريكية إلى خطوط الجبهة.
وبات الاستحقاق الرئاسي الأمريكي قريبا في نوفمبر وقد عبر المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن رغبته في التوصل الى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أوكرانيا.
تبقي الولايات المتحدة أيضا أنظارها على جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة الأخرى التي اعتمدت بشكل نهائي الثلاثاء قانونا حول "التأثير الأجنبي" مستوحى من قانون قمعي روسي.
يصل بلينكن بعد الظهر الى عاصمة مولدافيا حيث يلتقي الرئيسة مايا ساندو ويعقد مؤتمرا صحافيا عند الساعة 17,30 (14,30 ت غ).
ثم يغادر مساء الى براغ لحضور اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي للتحضير لاحياء الذكرى ال75 لتأسيس الأطلسي في واشنطن في يوليو.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: