البسطاء على أبواب اللجان للمرة الأولى.. ''عشان خاطر عيون الدستور''
كتبت- رنا الجميعي:
الاستقرار والحلم بواقع أفضل ومحاربة الإرهاب وخلو الساحة من جماعة الإخوان، كانت أسبابا تقبع خلف كلمة ''شارك عشان البلد تطلع قدام''، لذا ليس مستغربا أن يجرب أحد المواطنين معنى التصويت للمرة الأولى فى حياته، وأن تؤكد عجوز دعمها لكل ما يأتي في صالح البلاد، كما يقولون، وأن يؤكد أحد الباعة أنه طالما قولة ''نعم'' تعنى دعم الجيش فهو لها.. لذا فالمشاركة فى الاستفتاء أدخلتهم دائرة السياسة طوال أيام مضت عاشوها فى انتظار لحظات التصويت..
ابتعد الإخوان فحضرت ''نعم''
قدِم ''صفوت سلطان'' من سوهاج وعمل بمنطقة وسط البلد عدة مهن منها بائع للكتب ولنسخ الدستور الماضي، لم يشارك بأي من الاستفتاءات السابقة ولكنه هذه المرة يقول بعزم ''نفسي أنزل أقول نعم''، لا يريد القادم من سوهاج أن يعاني من صعوبة السفر لبلدته حتى يشارك بالاستفتاء فقرر ألا يشارك، ولكنه حينما علم بوجود بعض اللجان التي تُمكن المغتربين من المشاركة أكد على أنه ''هسأل كده واشوف''.
''أنا حسيت ان فيه بتخبط'' احتار صفوت في الاختيار بين الموافقة أو الرفض على التعديلات الدستورية في عهد المجلس العسكري ''ناس بتقول يسقط حكم العسكر وناس مؤيدة'' وفضّل صفوت المُقاطعة ''عشان مش عارف الصح فين''.
قاطع صفوت الانتخابات الرئاسية لأنه ''مكنتش عاوز الإخوان يمسكوا البلد'' و في ذات الوقت لم يريد انتخاب أحمد شفيق ''لأن النظام هو نفسه كأننا نضفناه ورجعناه مكانه تاني''، وقرر صفوت ألا يتحدث في السياسة منذ أن أصبح محمد مرسي رئيسًا لمصر ''أنا عارف تاريخهم الأسود''، وفي مرحلة الاستفتاء في عهد الرئيس السابق ''انا كنت فرحان بتطبيق الشريعة، الشريعة اللي انا اعرفها انه ميبقاش فيه حد تحت خط الفقر و يبقى فيه عدالة اجتماعية'' ولكن ''فيه ناس فهمتني انه مفيش حاجة هتتطبق''، أما عن الاستفتاء الحالي فمازال يقرأ صفوت مواده ولفت نظره في الدستور ''مهتم بالأم المصرية والطفل''، و يرغب صفوت في المشاركة ''انا نفسي أصوت بنعم''.
''المشاركة على طول الزمان''
في أحد الشوارع الجانبية بوسط البلد، تجلس سيدة بسيطة وسط صف من أرغفة العيش التي تبيعها لتكسب منها رزقها ولتساعد أبنائها المتزوجين، ''أم أحمد'' شاركت مرة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ''أيامه كانت خير'' وترى أنه برغم ما يُقال عن أنه ''سارق وخاين'' لكنها كانت تعيش بأمان في عهده، لم تُشارك بائعة الخبز بعد الثورة سوى مرتين أحدهما كانت لانتخاب الرئيس السابق ''قولنا البلد تمشي بقى''، ولكنها لم تجد أي تغيير في عهده وبرغم ذلك قالت بحسرة ''ملحقش يقعد''.
''قالوا البلد تستقر'' لذا شاركت أم أحمد في التعديلات الدستورية السابقة في عهد محمد مرسي ''انا مبقراش حاجة، انا بسمع اللي الناس بيقولهولي''، تهتم البائعة لشأن أولادها الأربعة ''أنا أيامي رايحة'' لذا قامت بالمشاركة على الدوام، يجاور أم أحمد نسخة من الدستور التي قام بعض الناس بتوزيعها ''أنا واخداه أهو عشان مرات ابني تقراهولي''، وتقول السيدة ذات الخمار ''حتى لو معجبنيش هقول نعم عشان حال البلد يمشي''، وتوجهت أم أحمد برأسها إلى السماء وهى تقول بقلب صادق ''ربنا يصلح حال البلد ويأمن شبابها''.
عادل يشارك للمرة الأولى: ''عشان خاطر جيش بلدى''
على ناصية أحد الشوارع الرئيسية بوسط المدينة يقف خلف عربته، يقوم بعمل سندوتشات الكبدة التي لم تفرغ الموائد من زوارها، ويقول بحماس ''المرة دي هحضر''، الاستفتاء الحالي هي المرة الأولى لعادل فخر الدين التي يقوم بالمشاركة فيها ''عشان أقول نعم للجيش والشرطة وأحافظ على بلدي''، أسباب عدة عجلت بخطوة البائع ''أبو البنات'' بالدستور المُعدّل ''هيعملوا لراجل زيي معاش، وبيقولوا الوزير هيتحاكم زي الغفير، و لو مرضت هتعالج ببلاش''، ويرى أن ''قلة قليلة'' هي التي ترفض الدستور.
أما سابقًا فلم يشارك بائع الكبدة لأنه يرى أن الإخوان هم المسيطرين على المشهد العام حتى وقت المجلس العسكري، لم يشارك في أي من الاستفتاءات قبل الثورة ''انا عارف انها كانت بتتزور''، ولم يرَ أي جدوى من المشاركة في الاستفتاءات في عهد الرئيس المخلوع.
دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا
فيديو قد يعجبك: