من المصريين إلى لبنان: نشتاق لـ"ريحة الثورة"
كتبت - رنا الجميعي:
لا تختلف نبرات الصوت الغاضبة، الهتافات المستوحاة من تجارب سابقة، طلقات الرصاص الحي المنطلقة من الفوهات الباردة هي نفسها، بعض من الأسف والصدمة المعتمة للنفوس من ردود أفعال السلطة لا تتغير من دولة لأخرى، مظاهرات لبنان، المعروفة باسم "طلعت ريحتكم"، يزدهر غضبها بشوارع لبنان متمركزة بساحة "رياض الصلح"، بدأت بمشكلة محلية هي النفايات حتى وصلت للهتاف بإسقاط النظام، كأي تظاهرة عربية تحترم نفسها.
منذ انتشار أخبار المظاهرات اللبنانية أول أمس، ورد فعل الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، بدأت تعليقات المصريين تتعدد حول المظاهرات منوهة عن اهتمام بالحدث الكبير، ذلك الاهتمام الذي كان مؤشره على مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية أحيانًا، وأحيانًا أخرى بكتابة نصائح على صفحة الحملة الرئيسية مثل إتاحة الخل والبيبسي اتقاءً للغاز المسيل.
ما إن ظهرت آفاق الثورة بمصر، حتى لم تعد تحِس "هاجر هشام" شعور أن البلد ملك غيرها، كذلك فالشارع لها، واحتياج البلد للشباب من أمثالها، بدأت الفتاة العشرينية تخرج للمظاهرات دون علم أهلها، غير أن مطالب الثورة التي لم تجري بشكل جيد أفقدت "هاجر" الأمل بها، لكن مع انتقال نسائم التغيير إلى لبنان تشّكل الاهتمام بالثورة مجددًا "المسألة مش لبنان بس، أوكرانيا تركيا واليونان".
"الحراك اللبناني بيدي الأمل".. تشرح "هاجر"، من وجهة نظرها، عن سبب متابعة الشباب للمظاهرات اللبناني، فآفاق الثورة أينما كانت فالشباب معها، القاعدة العامة، برأي الشابة، أنه مع أي حراك ثوري ستنتشر مثل الفيروس "كتير من الشعوب العربية ، الشباب تحديدًا، ومصر في المقدمة، أكيد هتشوف إن في أمل في الانفجار بوش السلطة".
تنبع نبرة السخرية باهتمام المصريين، كما ترى "سمر حسن"، من خلال المتابعة شكل المتظاهرات والهيئة التي يظهرون عليها، كما أن الشعارات نالت جزء من السخرية، فالنكهة اللبنانية، على حد وصفها، تُعطي شكلًا آخر للهتاف، مختلف عن مصر.
تتفق "فاتيما نصرالله"، صحفية لبنانية، أن تعليقات المصريين على "تويتر" عن المظاهرات هي للـ"تنكيت"، وهناك جزء آخر مهتم بالأحداث بالفعل، ففي رأيها أن هناك تعاطف مع أي حراك شعبي من قبل أي شعب بأي دولة، يتشابه المصريون مع اللبنانيين، برأي "فاتيما"، "لمواطن المصري مثل أي مواطن بأي دولة بالعالم يطمح إلى وطن بلا فساد وفيه حرية تعبير ولكن اديه في أمل انو نحقق هالأمور واديه بدنا وقت كمان وما هي الظروف المحيطة بنا".
لبنان كجزء من الوطن العربي، لم تستجلب هتافات بعيدة عن العرب، ولكن حناجر الشباب هتفت بإسقاط النظام، التي بدأت من تونس أولًا، شريط ثوري واحد يربط بين الشباب الراغبين بالتغيير، لذا فهتاف "ارفع في سور السجن وعلي، بكرة الثورة تشيل ما تخلي" بلهجته المصرية مع بعض التغييرات وصل للبنان، أغاني الشيخ إمام كذلك كحتمية ثورية بأي مظاهرات.
الأمل شعور يراوح النفوس بلبنان الآن، تبدأ تلك الدولة العربية ربيعها وحدها، بعد أعوام تلت مما أطلق عليها "الربيع العربي"، ذلك الإحساس يمد شريطًا من لبنان إلى باقي الدول العربية التي لم تنجح في مسعاها، ، وينتشر الآن بميدان "رياض الصلح" صدى أصوات شابة بـ"الجدع جدع والجبان جبان"، كما تذكر "فاتيما"، و"افلت كلابك بالشوارع" مع استبدال "اطلق"، لهجات تختلف لكن روح الثورة باقٍ.
فيديو قد يعجبك: