بعد ارتفاع الأسعار.. هل تثور الحيوانات الأليفة؟
كتب- محمد زكريا:
في خضم أزمة اقتصادية وارتفاع مستمر في أسعار السلع والخدمات، تبرز بعض التساؤلات بخصوص مصير الأسعار لاحقا، غير أن الأزمة لم تغب أيضا عن عالم أخر موازِ، يسكنه حيوانات أليفة، تجرعوا مرارة هزائمه، من ارتفاع أسعار الغذاء مرورا بالمرض حتى العلاج. غاص أصحابهم عالمهم، بادلوهم حب بوفاء، عايشوا فرحهم وغضبهم، وكذا أزماتهم.
قبل ثلاث سنوات احتفظت أميرة مصطفى بقط ترعاه، أدخلت السرور إلى قلب والدتها فتمسكت به، وخلال تلك المدة تحملت أسرة الطبقة المتوسطة تكاليف القط "ميزو" دون ضجر، غير أن ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة أرهقت الأسرة الصغيرة.
منذ البداية كانت "أميرة" تعُد لقطها الغذاء من الطعام المنزلي، قبل أن تضطر في النهاية إلى الاعتماد على المنتجات المصنعة "بقينا نجيب دراي فود"، إلا أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري أصاب المنتجات الأجنبية بزيادة هائلة في الأسعار.
تعتمد "أميرة" بشكل شهري على المنتج الألماني "ميرا كات"؛ الذي تعدى سعره الـ100 جنيهات لكل 2 كيلو جرام. مع بعض من عبوات اللبن المصنع، بواقع 10 جنيهات لكل يومين، إلى جانب لبن مجفف للأطفال بسعر 15 جنيها في الأسبوع الواحد. وهو ما تخطى الـ800 جنيها شهريا، فيما كان سعره أقل من نصف المبلغ قبل عدة أشهر.
تتراوح أسعار "الدراي فود" -المستورد- الأكثر مبيعا بين 160 جنيها لكل 4 كجم و550 جنيها لكل 20 كجم من "جوزيرا"، وما يزيد عن 130 جنيها لكل 2 كجم من المنتج الفرنسي "رويال كانون"، و210 جنيها لكل 4 كجم من "ميرا كات" و"هابي دوج". حسب "أحمد"، صاحب محل "أمازون"، لتجارة "طيور وأسماك زينة وحيوانات أليفة"، بشارع جسر السويس بالقاهرة.
ويضيف "أحمد" لـ"مصراوي" أن أسعار "الدراي فود" ارتفعت منذ شهرين بنسبة 10%، قبل أن تزيد مرة أخرى بنسبة تصل إلى 3%.
ارتفاع أسعار "الدراي فود"، دفع محمد حسام، الشهير بـ"ميدو"، إلى تثبيت وجهته منذ البداية نحو الأغذية البروتينية، خصوصا أنه يملك من الكلاب ثمان "2 بيتبول وجيرمان وبلاك كود، و4 جرو لسة مولودين"، إذ يتكلف ما يزيد عن 3000 جنيها شهريا لإطعامهم "هياكل فراخ، لحمة حواوشي.. في 3 أيام الجواز، البيتبول بجبله مواسير بهايم، والجيرمان بجيبله لحمة مستوردة"، لكنه يضطر أحيانا إلى "الدراي فود" في حالة إصابة أحدهم بنقص في الكالسيوم "الشيكارة الصغيرة متقلش عن 700 جنيه، ومتكملش مع الكلب الواحد شهر".
نفس الأمر تكرر مع الشاب العشريني نادر نهاد، إذ يقوم بإعداد وجبتين لإطعام كلب "بيتبول"، في الصباح يكفيه صحن من الفول بالبيض مع بقايا طعام أسرته وأصدقائه، وفي الليل "كيلو هياكل فراخ بـ 7جنيه"، ولا مانع من "شوربة وعضم فراخ ولحمة" في بعض الأحيان.
ارتفاع أسعار الغذاء لم تكن الأزمة الوحيدة التي واجهت "أميرة"، بل طالت الأزمات طور المرض والعلاج. قبل 7 أشهر عندما أصاب المرض جسد "ميزو"، توجهت "أميرة" رفقة قطها إلى الطبيب "الدكتورة كتبتله دواء بشري بـ250 جنيه"، هو ما أصاب الأنسة العشرينية بالدهشة، والتي تواصلت مع الطبيبة لإدراك البديل قبل أن تضطر إلى شراء العلاج المطلوب "فيهم علاج اسمه لاميزيل بـ85 جنيه". بعدها بشهر واحد، كان موعد "ميزو" مع التطعيم الوقائي "حقنتين كل حقنة بـ75 جنيه".
قبل 5 أشهر انقطع "ميزو" عن جلسات التطعيم؛ نظرا لارتفاع أسعارها "الحقنة بقت بـ100 جنيه وبتغلى كل يوم"، تقول "أميرة". ورغم انتقاض "ميدو" لارتفاع أسعار تطعيمات كلبه الخاصة بـ"السُعار والفيروس"، إلا أنه مستمر في مواظبة علاجه بها.
شكوى أخرى تحملها "أميرة" لقطها: "الرملة اللي القط بيعمل فيها حمام وصل سعرها لأكتر من 50 جنيه"، غير أنها تغلبت على تلك الأزمة باعتمادها على المنتج الصيني "سوبر كير" الذي يصل سعره إلى 35 جنيها.
رغم ما تتعرض له "أميرة" من عثرات في وجوده، إلا أنها لا تحتمل أن يغيب قطها عنها "قلبي بيتنفض وبترعب لما بفكر أن ميزو ممكن يموت". نفس الأمر بالنسبة لـ"نادر" الذي يتذكر تلقيه تعزية في أحد الأيام في وفاة أحد كلابه. في حين وجد "ميدو" أن "الكلب لما بفرح بيفرح، لما بغضب بيغضب.. لما بثور بيثور".
فيديو قد يعجبك: