قطعت نصف ساعة سيرًا على الأقدام.. مشاهد من الاستفتاء في قنا (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- شروق غنيم:
تصوير- روجيه أنيس:
بابتسامة وعلم؛ وقف رجال الأمن على بوابة المعهد الديني الأزهري يستقبلون الناخبين في أول أيام الاستفتاء الدستوري، تتبدل الأقدام ذهابًا وإيابًا في حركة اعتيادية غير أن لكل ناخب حكاية مختلفة.
داخل المعهد الذي يضم أربع لجان، مرت ملامح شتّى للناخبين، لا تقوى صدّيقة علي، صاحبة الـ80 عامًا على الحركة، لكنها تحكي لمصراوي أن إرادتها أقوى من أقدامها الساكنة، فيما كّف بصرها قبل عدة سنوات "لكن متحبش تفوّت أي انتخابات" يقول ابنها منصور.
على كرسي متحرك جاءت السيدة الثمانينة، يحملها ابنها كي تصعد للدور الثاني حيث تستقر لجنتها التي تضم في قيدها 5620 ناخبًا، فيما لا يكف لسانها عن قول جملة واحدة "تحيا مصر"، وحين هّمت بالخروج من المعهد هرول رجال الأمن من المكلفين بالتأمين على مساعدة ابنها في حملها.
بخطى متعثرة تقدم حسن محمد نحو لجنته الانتخابية، وكلما اتكأ على عصاه لتعينه على الحركة تذكّر الإصابة التي لحقته في حرب 1973 حين كان يخدم بالجيش المصري.
لمدة ثلث ساعة مكث الرجل السبعيني داخل "الميكروباص"، ليحمله إلى مقر لجنته، يطرد الملل والتعب عن نفسه "بقول صوتي مهم حتى لو النتيجة مش هعرف اتهّنى بيها لو ربنا أراد يردني له دلوقتي"، فيما يطمح أن يُرسي صوته مستقبل أفضل لابناؤه.
يشاركه الحاج محمد الأمنية ذاتها، دلف إلى لجنته الانتخابية في المعهد الأزهري يحمل في قبضة يده ورقة كتب عليها رقمه في اللجنة، فيما يخرج وقد صار أحد أصابعه منغمسًا في اللون الأرجواني.
حين أدلى الرجل السبعيني بصوته، خرج في عجالة من اللجنة، يلملم أطراف جلبابه الصعيدي، يعدل من وضعية عمة رأسه بينما يقول إنه تأخر على موعده مع المستشفى ولزامًا عليه المغادرة سريعًا لتلقي جرعته من العلاج.
في الطُرقة المؤدية للجان وقفت أم محمود تلتقط أنفاسها، تمسح بأطراف عباءتها الخضراء العرق المتناثر على جبهتها، تحكي أنها قطعت تحت حارة الشمس المتقدّة نصف ساعة سيرًا على الأقدام "عادة عندي أنزل كل انتخابات".
فيديو قد يعجبك: