من أجل "مجانين" المسرح.. الصعيد ينتعش مع أبو الفنون
كتبت- رنا الجميعي:
من أجل الهواة أقيم ذلك المهرجان، يتبنى روح الجنون فيهم، التي لا تألفها بيروقراطية المؤسسات أحيانا "المهرجان معمول عشان الشباب اللي بيحبوا المسرح، ومش قادرين يحصلوا على دعم وتمويل" يقول أحمد مصطفى منسق مهرجان الصعيد للفرق الحرة في دورته الرابعة.
بدأ مهرجان الصعيد عام 2012، لكنه لم يستقر تمامًا، فقد كانت الدورة الثانية سنة 2014، ثم الثالثة في العام 2018، يُفسّر ذلك مصطفى بقوله "في الأول المهرجان كان تابع لملتقى الصعيد الثقافي"، وتُنظمه جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، الواقعة بمدينة أسيوط، منذ البداية، لكن اتضح لإدارته أن المهرجان المسرحي يستحق أن يكون مُستقلًا "فكرنا إن المهرجات محتاج ياخد حقه أكتر، عشان يقدر أكبر عدد من الجمهور يدخل ويتذوق المسرح".
كل العُروض مجانية، وتُقام في قصر ثقافة أسيوط، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة، كما يذكر مصطفى.
يُذكر أن جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، هي مؤسسة أقيمت بعد رحيل الصحفي المصري عام 1996، ويرأس مجلس الإدارة الكاتب محمد سلماوي، كما تهدف الجمعية إلى تخليد أفكار بهاء الدين، والقضايا التي يؤمن بها في مجال الثقافة.
هذا العام لفّت لجنة المشاهدة بالمهرجان 11 محافظة من محافظات الصعيد، شاهدت فيها حوالي 30 عرض مسرحي، أقيموا في مراكز شباب وجمعيات خيرية، وانتقت اللجنة 9 عروض فقط، كما يقول عضو لجنة المشاهدة وأمين عام المهرجان، المخرج المسرحي أسامة عبد الرؤوف.
يعتمد مهرجان الصعيد بالأساس على التنافس بين الفرق الحرة، حيث يقوم بتمويل إنتاج العروض المسرحية، ليتحول منتجها النهائي إلى عرض متكامل يُقام على مسرح قصر ثقافة أسيوط، ويُقام المهرجان منذ 10 وحتى 12 أكتوبر، وفي الختام تُكرّم لجنة التحكيم أفضل مؤلف وإخراج وأفضل ممثل وممثلة وأفضل فرقة مسرحية وديكور.
مع كل دورة يُكرّم المهرجان أحد المسرحيين الراحلين، وهذه السنة يتم تكريم اسم ألفريد فرج، صاحب أعمال مثل "حلاق بغداد" و"سليمان الحلبي" و"النار والزيتون" و"على جناح التبريزي وتابعه قفة"، يذكر مصطفى أن تكريم الراحلين دور أساسي للمهرجان، ففي العام الماضي تم تكريم اسم المسرحي الراحل "نعمان عاشور"، وهو مؤلف "الناس اللي تحت" و"المغماطيس" و"حواديت عم فرح" و"سيما أونطة"، ويُضيف مصطفى أن الاختيار يأتي وفقًا لهؤلاء ممن غيروا فكر المسرح ولهم رؤية خاصة بهم.
التكريم لا يخص الراحلين فقط، بل ومن يستحق ممن على قيد الحياة، حيث سيتم تكريم حسن الجريتلي خلال الدورة الحالية، وهو مخرج مسرحي صاحب فرقة الورشة التي أثرت كثيرًا في المسرح في مصر.
كل دورة يأمل عبد الرؤوف فيها بتجارب مسرحية أفضل، ومواهب تُنبأ بأن مصر لاتزال غنية بأهلها، كعضو لجنة مشاهدة رأى المخرج المسرحي العديد من العروض، وانبهر بالعديد من الفرق الحرة "فيه تجربة مهمة في منطقة البحر الأحمر، واخدين من تراثهم وعاملين ضمة وسمسية، دا فرحني".
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها سيدة كمخرجة مسرحية عن عرض الرواية العالمية "ست شخصيات تبحث عن مؤلف"، ويقول عنه رؤوف "ده عرض مدته تسع دقايق، وكنا محتارين نختاره للمنافسة في المهرجان ولا لأ، لكنه عرض يستاهل".
يأمل عبد الرؤوف في التطور الذي يحدث داخل المهرجان "عملنا ورشة في شهر إبريل للمخرجين اللي كانوا معانا في الدورة التالتة، 28 مخرج ومؤلف ادناهم محاضرات في المسرح والديكور والكتابة وأسس الإخراج"، مع كل دورة تتطور العروض المسرحية "عندنا أمل في احدث تنمية ثقافية من خلال المسرح، مفيش أفضل منه هو أبو الفنون"، كما أن أزمة المسرح المستمرة في عدم وجود نص محلي تقل في الدورة الحالية، حيث يوجد نصين محليين مشاركين ضمن العروض.
التطور أيضًا كان في اضافة عدد أكبر من الجوائز، حيث استحدثت الإدارة جائزة خاصة بلجنة التحكيم.
يوجد في الصعيد حوالي 35 فريق حر، منهم 9 سيقوموا بالأداء المسرحي خلال المهرجان، تقوم الفعالية الثقافية بعمل إنعاش لمحافظات الصعيد التي يوجد فيها 13 مسرح فقط، فيما تخلو المنيا من وجود مسرح واحد فيها، ولكن عبد الرؤوف يأمل خيرًا في افتتاح مَسْرحين جُدد خلال العام الحالي في واحتي الداخلة والخارجة.
كل دورة تنتشر الحماسة في نفس مصطفى، يرى جمهورًا قوامه 400 فرد يدخلون إلى مسرح قصر ثقافة أسيوط، الموجود في قلب المدينة، "ببقى في قمة سعادتي لما يكون حد جاي لأول مرة يشوف مسرح على ايدي"، بالنسبة لمصطفى كمشاهد فقد رأى عروضًا مُبهرة، سواء في القضية، كالصراع العربي الإسرائيلي، أو مُلفت في أدائه، كما اشترك سابقًا فريق كامل من المكفوفين أداء ملئ بالاستعراضات على خشبة المسرح.
فيديو قد يعجبك: