في موسم الحصاد.. محمود يُهدي "عروسة القمح" لأصدقائه
كتبت-رنا الجميعي:
ذات يوم مرّ محمود محمد أمام جدّه الذي أمسك بين يديه سنابل القمح، كان يصنع بها شكلًا غريبًا لمرأى الشاب، ما جعله ينتبه لما يفعله الجد، كان يُمسك السنابل بين يديه يُضفّرها ليصنع منها ما يُسمى بـ"عروسة الحصاد" أو عروسة القمح، كانت تلك هي المرة الأولى التي يراها فيها محمود، وقد استفزّه شكلها ورغب في تعلّمها، فتوارثه الحفيد عن جدّه، ويُصبح محمود الشاب الوحيد في قريته الذي يصنعها بعد الجدّ، ويُهديها لأصدقائه في موسم الحصاد.
يعيش محمود بعزبة سعودي التابعة لقرية بيهمو بمركز سنورس، في محافظة الفيوم، وقد تعوّد الشاب العشريني منذ صغره على موسم الحصاد، حيث يعتبره أحد الطقوس الأساسية لأهل قريته، ومع مطلع شهر إبريل يستعد الأهالي لموسم حصاد القمح، وفيه تبدأ طقوس مُختلفة تُغيّر روتين اليوم وتُزيّن الشهر، كما يصف محمود، حيث تتغيّر فيه شكل الطبيعة وتُزهر فيه الورود وكأنه هناك احتفال ما يحدث، وفي نفس الوقت يحتفل فيه الأهالي بحصاد القمح حيث يجمع البعض كميات قليلة من القمح لعمل أكلة الفريك، وفي نهاية الشهر تتشارك أفراد الأسرة في حصاد المحصول، كما يحدث لدى عائلة محمود "هي فرحة بالنسبالنا".
أما محمود فيحتفل بصنع عروسة الحصاد التي ورثها عن جدّه، يقول الشاب أن الجدّ البالغ من العمر الاثنان وثمانين عامًا قد ورثها عن جدّه أيضًا، وقد اعتاد محمود على رؤيتها في المنزل لسنين طويلة مُعلّقة في غُرفته "ومحتفظة لسة بشكلها، والقمح فيها جوة السنابل محصلهاش حاجة"، ولكنها لم تسترعْ انتباهه سوى منذ بضعة سنوات فقط "بحس شكلها مُختلف وبقعد أتأمل في الهرم اللي بيتكون من التضفير، شكلها جميل".
يفخر محمود كثيرًا بتفردّه في صناعتها حتى أنها شغلت تفكيره، فأخذ للبحث عن الهدف منها، وهل لها أثر قديم أم لا، ووجد الشاب أن عروسة الحصاد قيل أن المصريين القدماء كانوا يُقدّمونها كقرابين لإله الحصاد، وهو ما أكده أخيه الذي تخرج من قسم الآثار.
يحرص محمود على صناعتها كلما جاء موسم الحصاد "بحس إن محدش في العالم بيقدم حاجة زي دي"، كما يُحب أن يُهادي بها أصدقائه "بهاديها للي يحبها"، يعتبر هدية مميزة لمن يفهمها ويطلبها بنفسه "زي ما بنعمل فانوس في رمضان، بعمل العروسة دي في موسم الحصاد".
فيديو قد يعجبك: