داخل معرض القاهرة للكتاب.. كيف أثرت الثانوية العامة في الدورة الاستثنائية؟
كتبت-رنا الجميعي:
في جناح دار الرواق للنشر وقف صاحبها هاني عبد الله يُساعد الزوار، غير أن علامات الاستياء بدت على وجهه؛ حيث أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52 بدا ناقصًا لحد كبير، هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها معرض الكتاب بالتزامن مع امتحانات الثانوية العامة، بسبب تأجيله لستة أشهر نظرًا لانتشار فيروس كورونا المستجد، ورأى عبد الله أن الإقبال أقل بسبب فُقدان المعرض لفئة عُمرية تُحدث زخمًا كبيرًا.
نحو 76% من القوة الشرائية لمعرض الكتاب تتراوح من سن الـ18 إلى 23، هكذا يقول عبد الله، بُناءً على دراسات تُعدّها الدار كل عام بالتزامن مع معرض الكتاب، بملاحظة الأعمار التي تُقبل على دار النشر، وكذلك الاستبيانات التي تنشرها الدار عبر صفحة الفيسبوك يجد عبدالله أن أغلب القراء تكمن من الفئة العمرية التي حددها "وبيقروا كل حاجة في الأدب والتاريخ والإسلاميات والكتب المُترجمة".
يعمل عبد الله في سوق النشر منذ عام 1998، وقد لاحظ أن هناك طفرة كبيرة في انجذاب تلك الشريحة العمرية للقراءة منذ عام 2011، فما قبلها ليس كما بعدها، يُفسّر عبدالله الأمر أن هناك طفرة على أكثر من مستوى؛ أولها طبيعة الناشرين نفسهم "طلع ناشرين من اتجاهات مختلفة وفكر متميز بيغطي كل الأذواق"، كذلك حدثت طفرة على مستوى إخراج الكتب وصناعة الغلاف، كل ذلك أثّر بشكل إيجابي على جذب شريحة عمرية أصغر لم تكن موجودة من قبل ضمن معادلة سوق النشر في مصر.
ويذكر عبدالله أن أحد الكتب المنشورة بالدار باعت أكثر من 80 ألف نسخة، بسبب كونها مُوجهة لفئة عمرية صغيرة من الفتيات، وهو كتاب "سندريلا سيكريت"، ولكن الدار تُحاول طيلة الوقت التنويع في الكتب المنشورة بها، ولا تستهدف فئة عمرية معينة، محاولة إرضاء جميع الأذواق، ويشعر عبدالله بالسعادة خلال عمر الدار الذي وصل إلى عشرة أعوام في سوق النشر "دلوقت القارئ اللي كان بيتابعنا وعنده 16 سنة بقى عنده 26 سنة".
لكن نيفين التهامي، المدير التنفيذي لدار كيان، لا ترى امتحانات الثانوية سوى كونها ظرف واحد ضمن سياق أكبر، فمنذ الإعلان عن إقامة الدورة الاستثنائية لمعرض الكتاب استعدت نيفين نفسيًا لكون الإقبال سيكون أقل من المعتاد بمعرض الكتاب، ففي الدورة السابقة لعام 2020 أعلنت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، أن عدد زوار المعرض وصل إلى 3.800 مليون زائر، فيما جاءت المشاركة الأعلى من الفئة العمرية من 18 إلى 30، بواقع 40% من النسبة الكلية.
منذ البداية توقّعت نيفين أن الأعداد ستكون أقل بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، والتبعات التي أثرت على جميع المواطنين "كلنا واقعين اقتصاديًا فطبيعي إن نسبة أقل تيجي السنة دي، مش بس عشان امتحانات الثانوية العامة"، ومع ذلك فإن نيفين راضية كل الرضى عن تلك الدورة بوصفها واحدة من الناشرين "ده اعجاز إن احنا نشتغل في ظرف صعب زي ده"، خاصة أن سوق النشر ظلت راكدة على مدار عام ونصف منذ مارس 2020، أي منذ أزمة فيروس كورونا.
غير أنها ترى أيضًا أن الفئة العمرية الأقل سنًا مازالت مُتواجدة بالمعرض، وداخل الدار كذلك "حتى في وسط الامتحانات فيه ناس بتيجي"، حيث أن دار كيان تعتمد بالأساس على تلك الشريحة العُمرية؛ حيث يتوفر بالدار الأعمال الكاملة للراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، كما أنها تعرض إصدارات حديثة للراحل الدكتور نبيل فاروق، وهما كاتبان معروفان بتوجههما لفئة المُراهقين والشباب.
فيديو قد يعجبك: