- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
منذ عام 2016 وتركيا تسيطر علي أجزاء واسعة من الشمال السوري. ومن خلال عمليتين عسكريتين منفصلتين ضد داعش، ووحدات حماية الشعب الكردي السورية، سيطرت أنقرة على مساحة أكبر على طول الحدود المشتركة مع سوريا، ونصبت وكلاء محليين لها لإدارة تلك المناطق.
التطورات المتسارعة في كل يوم هناك تشير بوضوح إلى أن هذا الاستيلاء على الأراضي السورية يشبه احتلال تركيا لشمال قبرص. بل تؤكد أن ممارسات أنقرة إنما تعكس في واقع الأمر الدروس المستفادة من احتلالها لشمال قبرص، عندما اجتاحت تركيا شمال قبرص في عام 1974 لمنع "تهديد محتمل" من اليونانيين القوميين وللحفاظ على مصالحها الاستراتيجية الخاصة في شرق البحر المتوسط .... ... آنذاك تحركت الحكومة التركية بسرعة فائقة لتنفيذ برنامج من التكامل السياسي والاقتصادي والثقافي مع شمال قبرص. حيث بنت ووفرت الحماية العسكرية لما يسمى بالجمهورية التركية لشمال قبرص. وعززت الاعتماد الاقتصادي من خلال شبكة راسخة من خدمات الاتصالات والبريد، والاستثمارات في مراكز التصنيع المختلفة، وشراكات تصدير حصرية تعتمد على الليرة التركية. كما نقلت بانتظام أصحاب الإثنية التركية إلى شمال قبرص من أجل تخفيف تأثير القبارصة اليونانيين.
الآن من يتابع الإجراءات التركية سوف يلاحظ بوضوح نفس تلك الجهود في شمال سوريا... الآن يمارس محافظو غازي عنتاب وكليس في جنوب تركيا الإشراف المباشر على الحكم في شمال سوريا. بينما تدرب أكاديمية الشرطة التركية، قوة مما يسمي بـ"الشرطة السورية الحرة"، وبالمثل ينظم الجيش التركي مجموعات معارضة تدين بالولاء لأنقرة تحت لافتة "الجيش السوري الحر". ويمكن لهذه المؤسسات أن تتوسع في نهاية المطاف إلى أجزاء أخرى من شمال سوريا بما في ذلك محافظة إدلب.
في ذات الوقت تفرض الحكومة التركية، الاندماج الاقتصادي على أراضيها في شمال سوريا، حيث فرضت الليرة التركية عملةً لتداول جميع الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، بما في ذلك دفع الرواتب والتجارة عبر الحدود.
كذلك تستثمر في شبكة طرق سريعة جديدة لتسريع التجارة بين جنوب تركيا وشمال سوريا، إضافة إلى مركز صناعي جديد في منطقة الباب في الشمال السوري. والواضح أن حكومة أردوغان تستخدم هذه الروابط الاقتصادية لتعزيز اقتصادها الذي يعاني من مصاعب وانتكاسات، ولدعم الرئيس أردوغان سياسيًا. على سبيل المثال، شرعن أردوغان دخول الواردات الزراعية من شمال سوريا لتحقيق الاستقرار ولمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية قبل الانتخابات العامة التركية في 2018.
أيضا تباشر تركيا حملة موازية على الصعيد الثقافي في شمال سوريا. حيث أضفت الطابع المؤسسي على استخدام اللغة التركية لغةً رسميةً للحكم في شمال سوريا. وأعادت بناء البنية التحتية المحلية في جميع أنحاء المنطقة بناء على نماذجها الخاصة بما في ذلك المستشفيات والجامعات ومكاتب البريد وأبراج الاتصالات الخلوية.
كما تجري تركيا تغييرات كبرى في المعادلة الديموجرافية تنسجم مع تفضيلات أجندتها طويلة الأمد في شمال سوريا... إنها باختصار تعيد توطين النازحين داخلياً، بمن في ذلك مقاتلو المعارضة السابقون في المناطق الخاضعة لسيطرتها على حساب الأكراد السوريين المحليين. كما أنها تحاول تخفيف أعبائها المحلية عن طريق تشجيع عودة اللاجئين من تركيا إلى شمال سوريا. وقد لا تكون هذه العودات طوعية دائمًا.
على الأرجح، تخطط تركيا للحفاظ على وجود استراتيجي طويل المدى لها في شمال سوريا. وبينما تحتفظ هي باحتلالها لشمال قبرص من أجل ممارسة نفوذها عبر البحر المتوسط، فمن المرجح أن أردوغان يرى قيمة جيوسياسية مماثلة في شمال سوريا.
إعلان