طبيبة نفسية تحذر من مشاهدة الأطفال لمسلسل "لام شمسية"
مسلسل لام شمسية
كتبت- أميرة حلمي:
أثار مسلسل “لام شمسية” جدلاً واسعًا بعد عرض أولى حلقاته في النصف الثاني من رمضان، بسبب تناوله قضية التحرش الجنسي بالأطفال. وانقسمت الآراء بين من أشاد بجرأة الطرح وأهمية التوعية، وبين من انتقد تجسيد طفل لدور الضحية ومدى تأثير ذلك على نفسيته.
وردًا على الانتقادات، أكد المخرج كريم الشناوي أن سلامة الطفل كانت أولوية خلال التصوير، بينما دعت المؤلفة مريم نعوم الجمهور لعدم تحميل الطفل ضغوطًا إضافية من خلال التعليقات أو التحليلات غير العلمية.
ومع تصاعد الجدل حول المسلسل وتردد الآباء بشأن السماح لأطفالهم بمشاهدته بهدف التوعية، حذرت الدكتورة سارة النجار، الأخصائية النفسية من تعريض الأطفال لمشاهدة هذا العمل، الذي يتناول قضية صادمة من خلال أحداث درامية مشحونة التوتر النفسي.
خلال منشور تفصيلي على صفحتها الشخصية على “فيسبوك”، أوضحت "النجار" كيف يمكن أن تؤثر هذه المشاهد سلبًا على نفسية الأطفال، بل وقد تزرع لديهم مشاعر خوف وقلق غير مبرر.
أولًا: المحتوى غير مناسب نفسيًا للأطفال
أوضحت النجار أن عقل الطفل غير مهيأ لاستيعاب مشاهد العنف أو الصدمات النفسية التي يتعرض لها بطل المسلسل – وهو طفل في مثل سنهم – مثل مشهد اكتشاف الحدث، وصراخ الأم، والخوف الذي يملأ عيني الطفل، والعنف الذي يمارسه الأب، فضلًا عن مشاهد التحقيقات والمستشفى. هذا الكم من التوتر والأحداث السوداوية يُثقل عقل الطفل بمشاعر لا يستطيع التعامل معها في سنه الصغير.
وتابعت النجار موضحة أن حتى الطفل الذي أدى دور الضحية في المسلسل، كان يحظى بدعم نفسي كبير خلال التصوير من قبل فريق متخصص، نظرًا لثقل المشاهد التي يؤديها. ومع ذلك، فإن الطفل المشاهد، الذي لا يملك أي وسيلة دعم نفسي، قد يتأثر بشكل أكبر بمحتوى المسلسل.
ثانيًا: تأثير المشاهد على مشاعر الأطفال وأفكارهم
النجار حذرت من أن هذه المشاهد قد تُزرع في عقل الطفل كمصدر دائم للخوف، مما يجعله يشعر بعدم الأمان داخل بيته أو مدرسته، وربما تدفعه للشك في أقرب الناس إليه. وأكدت أن الأطفال في سن صغيرة لا ينبغي أن يتعرضوا لهذا الكم من المشاعر السلبية، لأن ذلك قد يؤدي إلى رؤية مشوهة للعالم، حيث يعتقد الطفل أن كل الكبار مخيفون أو خطرون.
وأضافت أن الأطفال بحاجة إلى التوعية بحدود أجسادهم وكيفية حماية أنفسهم، لكن ليس بهذه الطريقة التي قد تزرع الرعب في قلوبهم بدلًا من توعيتهم بشكل آمن.
ثالثًا: خطر التعرض لصدمات نفسية
أحد أخطر الآثار المحتملة لمشاهدة الأطفال لهذا النوع من المحتوى هو إمكانية تعرضهم لصدمة نفسية، حتى دون أن يكونوا واعين بذلك. أوضحت النجار أن الأطفال الذين يشاهدون مشاهد عنيفة أو صادمة قد يعيدون تخيلها في أذهانهم عشرات المرات، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وكوابيس متكررة، ومشاعر توتر وعزلة قد تستمر لفترة طويلة.
رابعًا: هذه المسلسلات ليست موجهة للأطفال
أكدت النجار أن هذا النوع من الدراما موجه للكبار، وليس للأطفال، نظرًا لأنه يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا اجتماعية خطيرة. وشددت على أن شجاعة صُنّاع العمل في تناول مثل هذه القضايا لا تعني أنه مناسب لجميع الفئات العمرية، بل العكس، فهو غير مناسب تمامًا للأطفال.
وأشارت إلى أن بعض الآباء يبررون سماحهم لأطفالهم بمشاهدة المسلسل برغبتهم في توعيتهم ضد الأخطار المحتملة، لكنها أكدت أن طرق التوعية يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل، وبأسلوب آمن، وليس من خلال صدمة نفسية قد يكون أثرها السلبي أكبر من أي فائدة مرجوة.
في ختام حديثها، وجهت النجار رسالة للذين قد يكون المسلسل أثار لديهم ذكريات أو تجارب شخصية مؤلمة، قائلة: "إذا كنت تشعر أن هذا العمل الدرامي أعاد إحياء مشاهد قديمة من ماضيك، أو تسبب لك في استرجاع ذكريات مؤلمة، فاعلم أنك لست مضطرًا لمواجهة ذلك بمفردك. من المهم أن تبحث عن دعم نفسي إذا كنت بحاجة إليه، لأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.”
فيديو قد يعجبك: